نادر جفّال: كل فشل هو بداية تمهيدية لنجاح جديد...

يُقال إنا ننضج من خلال الخبرات وليس من خلال الأعوام.. فالعمر ليس سوى أرقام معدودة لا تحد طموح الفرد..

شخصيتنا اليوم تروي قصة شاب لبناني أبى أن يتجه نحو الطريق السهل.. فلم يكن طموحه في يوم من الأيام أن يحظى بوظيفة ثابتة.. فهدفه الوحيد هو تحقيق رسالته الخاصة بمجال عمله بمهنية عالية وإبداع غير متناهٍ.

قناعته تتجلى بأن الفشل ليس إلا خطوة تمهيدية لنجاح مرتقب.. فالفشل وسيلة نتعلم من خلالها لنطور ذاتنا.

هذا الشاب الذي لم يتوجّ عقده الثالث من العمر بعد، واجه العديد من التحديات النفسية والمادية إلا أنه أسس عالمه الخاص الذي سعى بشغف وبجدّ لتحويله من فكرة بسيطة على "الفيسبوك"إلى شركة حقيقية تتعامل مع أهم الأسماء في مجال الـentertainment وتسعى لإيصال مواهب الهواة إلى مكانها المرموق في المجال الذين يطموحون لأن يتركوا بصمة لامعة فيه..

ولنطلع أكثر على قصة هذه الشاب المحفّزة كان لـ"الإقتصاد" لقاء حصري مع المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "Promote Yourself" الشاب اللبناني .. نادر جفّال..

- من أين كانت الإنطلاقة؟ وكيف تبلورت مسيرتك المهنية؟

ولدت وترعرت في السعودية ومن بعدها عدت إلى لبنان لأتابع دراستي في جامعة الـNDU فتخصصت في مجال التسويق والإعلان.

عملت في مجال الإنتاج، ومن بعدها قررت تأسيس مشروعي الخاص. إلا أنني لاحظت مدى حاجة السوق اللبنانية إلى وجود وكالة مواهب ذات معايير عالمية.

وبمبادرة فردية أطلقت في العام 2009 "group" على الفيسبوك يحمل إسم " Promote Yourself" ، وكان بمثابة صرخة جوهرها "لست بحاجة لأن تكون عارض أزياء لتحظى بأدوار تمثيلية" وتعهدنا بتزويد أصحاب المواهب بفرص عمل في مجال التمثيل.

وبعد أعوام من العمل الجاد، تمكنا من حصد ثقة شركات الإنتاج والمواهب على حد سواء، وتحولت هذه الفكرة البسيطة إلى شركة بشكل رسمي في العام 2012. عندها قسّمنا أدوارنا في الشركة بحيث تستلم شريكتي ميشالا صفير قسم العمليات وأستلم أنا بالتالي القسم التطويري للشركة لمواكبة إحتياجات المجال المتغيرة.

وبالتالي قررنا أن نكون على تواصل أقرب مع المواهب في لبنان، وأن نلفت انتباه شركات الإنتاج للعمل الجاد الذي نبذله بمهنية عالية، لذا أطلقنا مبادرة تمكن من خلالها المواهب في لبنان من القيام بتجارب أداء مجانية في مجمع تجاري قبل دخولها إلى مشاهدة أفلامها المفضلة.

لاقت هذه التجربة إقبالاً من كِلا الطرفين، وبدأت مسيرتنا المهنية تتبلور من هنا...

- كيف تطوّر مسار "Promote yourself" خلال الأعوام الخمسة الماضية؟

بدأت مسيرتنا على نهج أسسناه يقوم على أن نترك بصمة تتسم بالمهنية في مجال عملنا.. ولم نتمكن من تحقيق ذلك لولا جهود فريق العمل مجتمين، الرؤية الموحدة، والإيمان في هذا المجال الذي أختاره في قلوبنا قبل عقولنا..

-من أين أتت فكرة ضم الشقّ الترفيهي المحترف إلى وكالة المواهب التي كانت ترتكز بشكل حصري في السابق على الأدوار التمثيلية في المسلسلات والإعلانات للهواة؟

تعرفت إلى الكوميدي العالمي نمر ابو نصار وبدأنا العمل سوياً، وتقرر بعد ذلك أن أتوكل بأعماله المهنية في الشرق الأوسط، أوروبا وأفريقيا.

ومن بعدها بنيت مروحة واسعة من العلاقات المهنية، وتعاملات مع العديد من المواهب اللبنانية ومنها : فرقة "MEEN the band" وإدارة أعمال فرقة "Arnabeat" وغيرهم.

يختلف هذا النوع من الأعمال عمّا عملته في السنوات الثلاث الماضية حيث كنا نتوكل أعمال هواة، أما في هذا الشق فنتوكل أعمال مواهب ذات خبرة واسم لامع في المجال الفني.

- ما هي أبرز العراقيل التي واجهت مسيرتك المهنية ؟

المشكلة الأكبر التي واجهناها في البداية كانت تقديم هذه الثقافة للسوق والمواهب اللبنانية بشكل محترف ومهني، وبعد أعوام من العمل المستمر والإصرار للوصول إلى هدفنا تمكنا من كسب ثقة جميع الأطراف.

بالطبع المسار لم يكن خالياً من العقبات، فقبل تأسيس "Promote Yourself" بشكل رسمي، كنت قد اسست شركة إنتاجية خاصة بي، لم يكن الأمر سهلاً، فقد بُنيت الشركة على أساس وعود كثيرة إلا أنه على أرض الواقع بدا كل شيء مختلفاً، وتكبدنا خسارة الأمر الذي أفتخر به الآن لأني أعتبر أن هذه المرحلة كانت تمهيدية لنجاح آخر.

لاحظت في هذه الفترة أن رغم كل الجهود التي أبذلها في شركة الإنتاج إلا أنها لم تكن تُترجم بالمنحى المتوقع، وفي الوقت نفسه كانت مجموعة "الفيسبوك" تُلاقي إقبالاً كثيفاً من دون جهود كبيرة، لذا قررت حينها أن أستثمر كل وقتي وجهدي لتطوير "Promote Yourself" التي تبين أنها تُعالج مشكلة كانت فعلاً موجودة في هذا المجال. وكأن المواهب اللبنانية كانت تنتظر مبادرة من هذا النوع.

ورغم بعض المشكيكن، تمكنا من إثبات أن "Promote Yourself" قادرة على خلق معادلة مختلفة، ومن بعدها تمكنت من حلّ التحديات المادية.

- من خلال تجربتك الخاصة، ما هي الرسالة التي تود إيصالها إلى الشباب اللبناني؟

أنصح كل شاب لبناني بأن يتمسّك بهدفه، وأن يعتبر كل فشل بداية تمهيدية لنجاح جديد، فالتجارب التي نكتسبها عندما نفشل تكون بمثابة سلاح يحمي مسيرتنا فيما بعد لنحقق أهدافنا..

وأدعو الشباب لأن يجربوا كل فكرة تخطر في بالهم، وهذا ما أقوم به على الصعيد الشخصي، فالطريقة الوحيدة التي تكتشفون من خلالها مدى نجاح أو فشل هذه الفكرة هي بتجربتها، أو ستبقى هذه الفكرة حيّة في عقولنا وسنظل نعتبرها "الفكرة الأنجح"، علينا أن نحاول مرّات عدة حتى نفهم أساس المعادلة، نتعلّم منها ونبدأ من جديد إما في تطويرها أو في وضع هدف جديد..

وأنا أعترف وبكل فخر، لقد فشلت في السابق مرات عدّة ولولا ذلك لما وصلت إلى هدفي الذي لطالما سعيت لتحقيقه بشغف.